ما هو التغدد الرحمى؟
التغدد الرحمى هو أثر سلبي من آثار بطانة الرحم المهاجرة، حيث تزحف أنسجة بطانة الرحم من موضعها الأصلي، إلى المنطقة بين الرحم والعضلات المحيطة به، مما يجعل جدران الرحم تنمو بشكل أكبر كثافة، والذي بدوره قد يسبب نزيف وألم بخاصة أثناء الدورة الشهرية وأثناء الجماع.
السبب الأصلي لحدوث هجرة بطانة الرحم وهي السبب الرئيسي لحدوث التغدد الرحمي غير معروف، إلا أنه يوجد بعض الأبحاث العلمية ترجع ذلك إلى أنه وراثي، بعض الأبحاث الأخرى أشارت إلى أنها تحدث نتيجة خلل ما يؤدي إلى ارتجاع دم الدورة الشهرية في اتجاه انابيب فالوب، أما التغدد الرحمي قد يرجع إلى زيادة في هرمونات مثل الاستروجين، البروجستيرون والبرولاكتين.
غالباً ما تختفي أعراض هذا المرض بعد مرور حوالي عام بعد إنقطاع آخر دورة شهرية، لا سيما وأنه يحدث انخفاض في الهرمونات المسببة التغدد الرحمي مثل هرمون الأستروجين.
هناك بعض الأبحاث والدراسات تشير إلى بعض الأسباب للتعدد الرحمى منها:
- الأنسجة الإضافية في جدار الرحم، التي تكون موجودة قبل الولادة وتبدأ في النمو خلال سن الرشد.
- النمو الغازي الأنسجة غير الطبيعية من خلال بطانة الرحم، التي تدفع نفسها إلى عضلة الرحم.
- حدوث شق في الرحم أثناء عملية الولادة القيصرية.
- خلل في الخلايا الجذعية الموجودة في جدار عضلة الرحم.
- التهاب الرحم الذي قد يحدث بعد الولادة.
عوامل خطورة التغدد الرحمي.
كما أشرنا من قبل أن الأسباب المؤدية إلى حدوث التغدد الرحمي غير مؤكدة علمياً، على الرغم من ذلك إلا أنه يوجد عوامل خطورة للتعرض للمرض لبعض النساء دون غيرهن مثل:
- النساء في المرحلة العمرية بين 40:50 عام.
- السيدات اللاتي سبق لهن الإنجاب.
- النساء اللاتي خضعن لجراحة الولادة القيصرية أو إزالة أورام الرحم الليفية.
يمكن أن تكون أعراض التغدد الرحمي خفيفة إلى شديدة. مع وجود المرض قد لا يكون ملحوظ بالنسبة إلى بعض النساء.
أعراض التغدد الرحمي.
- نزيف شديد مصاحب للدورة الشهرية.
- آلام شديدة أثناء الدورة الشهرية.
- إنتفاخات وآلام في البطن.
- زيادة في عدد أيام الدورة الشهرية (أكثر من المعتاد)
- يكون الدم متجلط.
- ألم أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
- الشعور بضغط في منطقة الحوض.
- الشعور بتشنجات في منطقة الحوض.
تشخيص التغدد الرحمي.
التشخيص الجيد للمرض هو أول خطوات العلاج، في البداية سوف يحتاج طبيب النساء والولادة إجراء الفحص الجسدي للتأكد من وجود تورم في الرحم
عادة في حالة وجود هذا المرض من الممكن أن يتضاعف حجم الرحم أو ربما أكبر.
للتشخيص أيضاً يقوم الطبيب المعالج بعمل سونار للوقوف على الحالة، أيضاً استبعاد وجود اورام بالرحم بعد التأكد من تضخم حجمه.
إذا لم يستطع الطبيب تحديد سبب المشكلة بنسبة 100% سوف يطلب اشعة رنين مغناطيسي للتأكد من وجود المرض من عدمه.
علاج التغدد الرحمي
في الحالات البسيطة قد لا يقوم الطبيب بوصف علاجات دوائية، ولاسيما وأن المرض قد يختفي بعد إنقطاع الدورة الشهرية،
أما في الحالات المتوسطة والشديدة يقوم الطبيب بالبدء في العلاجات الممكنة ومنها:
علاجات الهدف منها تقليل أعراض التغدد الرحمي.
- الأدوية المضادة للألتهابات مثل دواء ايبوبروفين، حيث يساعد هذا النوع من العلاج في الحد من النزيف خلال الدورة الشهرية مع تخفيف التشنجات المصاحبة للمرض، عادة ما يتم كتابة هذا النوع من العلاج قبل الدورة الشهرية بيومين، تستمر أثناء الدورة الشهرية، مع العلم ان هذا العلاج لا يصلح خلال فترة الحمل.
- العلاج الهرموني ومن أشهر أنواع العلاجات بهذه الطريقة هو وصف حبوب منع الحمل، المحتوية على البروجستين التي تقوم بدورها بالسيطرة بشكل كبير على أعراض المرض.
- استئصال بطانة الرحم حيث يقوم الجراح بإزالة بطانة تجويف الرحم.
- انصمام الشريان الرحمي وهذه الطريقة العلاجية تعتمد على منع بعض الشرايين من إمداد الدم إلى المنطقة المصابة، وتستخدم هذه الطريقة أيضاً لعلاج بعض حالات الأورام الليفية في الرحم.
- الجراحة الموجهة بالموجات فوق الصوتية، فيها يتم استخدام موجات عالية التركيز لتوليد الحرارة وتدمير الأنسجة المستهدفة من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي، هذا الإجراء أثبت فاعليته في تقليل أعراض المرض بشكل كبير.
- عملية استئصال الرحم وهي الطريقة الأخيرة التي يلجأ إليها الطبيب في العلاج، لاسيما مع السيدات اللاتي يرغبن في الحمل.
قد لا يكون التغدد الرحمي له تأثير كبير على النساء المصابات به، خاصة إذا ما كان لا يؤثر على الأنشطة الطبيعية ونمط الحياة.
من عوامل خطورة هذا المرض حدوث فقر الدم بسبب النزيف المصاحب للمرض، الأنيميا تقلل كمية كريات الدم الحمراء والتي بدورها تساعد على نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم، مما يسبب التعب، الدوخة والمزاج الاكتئابي.
التغدد الرحمي والحمل
تميل الكثير من الدراسات إلى وجود علاقة بين التغدد الرحمي ونقص الخصوبة، الا انها غير مؤكدة بشكل قاطع.